مسلسل " أحلام كبيرة " مسلسل قديم نوعا ما ، فيعود إنتاجه إلى سنة 2004
إلا أن الظروف والاقدار لم تمكني من متابعته إلا في صيف 2009 ، مدة قد تبدو بعيدة
لكنها ومع بعدها ... يبقى المسلسل المميز مميزا ، والفاشل فاشلا ...
--------------------------------------------------------------------------------
النــص :
نص كتب ببراعة وحرفية عالية ، كيف لا ؟؟؟
وهو النص الذي نسجت حروفه بين يدي المبدعة أمل حنا التي عودتنا دوما على نصوص
أقل ما يقال عنها رائعة ... نص تناول الحاية كما هي ، دون مبالغة أو رتوش او تجميل للواقع
الحياة كما هي ، لا كما يجب أن تكون
عرض للحياة بتفاصيلها ، علاقة الإخوة ، مسالة الغيرة ، الطموح ، البراءة ، العفوية
التضحية من أجل الجميع ، اللا مبالاة ... ببساطة حكاية عائلة من هذا المجتمع
مع عرض تفصيلي لـ حـــال الدنيـــا ...
--------------------------------------------------------------------------------
الإخراج :
الإخراج ، كيف يكون عاديا وهو من توقيع : حـــاتـــم علـــي
هذا المخرج الذي ما فتئ يثبت ويؤكد على أنه مخرج من طينة الكبار
كانت لمساته الواضحة على العمل قد زادته جمالية ، كما استعمل اسلوبا جديدا
في طريقة الاخراج وهو حركة الكاميرا السريعة ، وإستعراض مشاهد حقيقة لأناس حقيقيون
من لب المجتمع ضمن سياق الاحداث ، مما يجعلك تحس ان شخوص العمل
فعلا عناصر فاعلة في الحياة ، وليسوا مجرد شخصيات على ورق يقوم ممثلون بتجسديها ...
--------------------------------------------------------------------------------
الآداء :
الآداء ، من جل نجوم العمل ، لا غبار عليه :
بســام كوســا ( أبو عمر )
قدم الدور بحذافيره ، فكان هو الاب المحب والخائف والغير متساهل مع ابناءه
ثم الاب الذي لا دور له بعد ان اقعده المرض ، فيحاول مرار وتكرارا فرض نفسه مجدداا
آداء عال وحرفية ممتعة عالية في الآن نفسه ...
سمـــر ســامي ( أم عمر )
هذا الدور يعتبر من نخبة ادوارها إن لم يكن من افضلها
خرجت فيه من عباءة المرأة الأرستقراطية أو المطلقة المظلومة ...
بل جسدت دور الأم ، الزوجة ، الوفية الحنونة المحبة للجميع
أعطت للدور حقه من احاسيس ومشاعر ... تقمصت الدور
بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ...
بــاســـل خيـاط
من افضل ما مثل ، دور رائع ، الكل تعاطف معه أحبه
حركاته ، تعابيره ، طريقة كلامه ... أثبتت أنه فارس مقدام
في ساحة الوغى ...
وكل نجوم العمل قدموا آداءا عاليا ممتعا : قصي خولي - ندين تحسن بيك - نورمان أسعد
م.يم خليل - نسرين طافش - رنا جمول - رامي حنا ...
--------------------------------------------------------------------------------
وفي الاخير ، ما يمكن قوله
أن الدراما السورية قدمت أعمالا خالدة ، نزلت لصلب الواقع وغرفت منه
اعمالا لامستنا وأحسسنا أنفسنا فيها ، اعمالا حقيقية ليست غريبة عنا
اعمالا نحس انفسنا عناصر فعالة فيها ... والسؤال :
اليوم وفي ظل كل المتغيرات ، هل مازالت قادرة على تقديم أعمال كهذه ؟
وهل العطاء بحر لا ينضب ؟
خصوصا في ظل هجران فرسان تلكم المرحلة كـ حاتم علي - هيثم حقي ... للتلفزيون ؟؟؟